شتاء باريس في شوارع باريس ..
تساقطت الثلوج وكانت كزخات قطرات المطر وكانت الشوارع صامتة وكنت مندهشة من تلك الثلوج التي تُزين تلك الشوارع وعندما أشرقت الشمس أضافت لتلك الشوارع زينة وانعكست أشعة الشمس على الثلوج وكانت تلمع كحبات الالماس متناثرة
وفي تلك الشوارع يوجد ركن قهوة صغير يفوح منه رائحة القهوة
قهوة بالحليب وشكولاتة الكراميل
والخبز وكعكة البرتقال كان المكان مكتظ بالناس حتى أن البعض لم يجدوا لهم طاولة ولا كرسي ، اخذتُ كيكتان من الشوكولاتة والبرتقال وقهوة بالحليب وجلسةُ بقرب تلك القهوة التي كانت تطل على بحيرة متجمدة تعامدت عليها أشعة الشمس وعكست الضوء على تلك الضفة المحيطة بالبحيرة كان المنظر جميل جدا وبعض من كان في القهوة كان يصور والبعض الآخر يرسم ، أما أنا أخذتُ حقيبتي وفتحتها وأخذت دفتري وقلمي لكن لم أكتب شيئا لأني كنت شاردة الذهن ُ فجأة نطق قلمي كتب عني وكأنه يريد أن يحاورني فقال لي مارأيك ؟ فتعجبت من هذا الذي يسألني ومن الذي كتب على تلك الصفحة التي فتحتها ولم أكتب فيها شيء ؟ فعاد مرة أخرى وسألني مارأيك في هذا المنظر ؟ ولماذا لم تكتبي مافي خاطركِ.. ؟ فقلت منظر عجيب وغريب حتى المشاعر تتزاحم أمامه ولا تستطيع الخروج من الأفواه وكأنها تشعر بالبرد لذا تتجمد بين الشفاه فقال أغمضي عينيكِ وتخيلي المنظر ففعلت كما قال لي وتخيلت فقال لي قولي ماذا ترين في خيالكِ؟ دون أن تفتحي عينيكِ فقلت له أسمع صوت موسيقى كلاسيكية
وأرى أناس ترتدي أفخم الملابس ترقص وتتمايل على أصوات الموسيقي أمام تلك ألبحيرة المتجمدة في ليلة قمرية أضاءها القمر بنوره وأضاء المكان فقال لي .. خيالكِ واسع ولا حدود له وماذا ترين أيضاً ؟ فقلت له أشعر أني واقفة بينهم أتمايل وأنا أعزف على أحد الآلات الموسيقية فقال وما الآلة التي تعزفين عليها؟ فقلت له آلة الكمان قال إفتحي الآن عينيكِ وأنظري ، فتحت عينيه فاختفى ذلك الصوت ونظرت لقلمي وأخذت اقلبه يمينا ويسارا ونظرت لدفتري فوجدت به كلمات تقول لم تنتهي القصة بعد فأنتِ لم تشاهدي بعد شيء وسوف تذوب تلك البحيرة وتعود الحياة إليها كما كانت وكالعادة سوف تكتظ بالبشر قريبا.
اشربي قهوتك فلقد طلبتُ لك قهوة أخرى بالحليب والكراميل . ولنا لقاء قريب... ولم أكتب لك النهاية ولن أكتب لك إلى اللقاء بل أقول لك أنا أنتظر عودتك إذا كنتي تريدين أن تعرفي من أنا... التفتُ يمينا ويسارا ولم أجد أحدا وأخذت أسألُ نفسي من ذلك الصوت وهل هو حقيقي أم أنه من وحي خيالي ؟! من ذلك الصوت الذي كان يحاورني والذي يريد أن التقي به ؟! .
الكاتبة / موسية العسيري