بوابة صوت جازان الإلكترونية 

الثلاثاء, 05 ابرايل 2022 06:30 صباحًا 0 678 0
اللحظة الأخيرة
اللحظة الأخيرة

اللحظة الأخيرة


الكاتب / ابراهيم احمد آل الفقهاء


دائماً اللحظة الأخيرة مربكة في جميع الأمور ومنها أوقات المناسبات والاستعداد لها.
وقد يكون هذا الإرباك وتبعاته مقبولاً في المناسبات الفجائية، إلا إنه مرفوضا بل ومنبوذا في تلك المعلومة الوقت والزمان سلفاً ومنها (حلول شهر رمضان المبارك والعيدين).
هذه المناسبات تستمد ثبوتية حدوثها ويقينية زمانها من قداسة شرعيتها كمواقيت لعبادات شرعها الشارع الحكيم وألزم عباده بأداء طقوسها تعبداً له جل وعلا.  ولذا وجب الاستعداد لها على الوجه الذي يرضيه عنا بالتخطيط السليم الذي يكون احتمال الخطأ فيه صفرياً.
ومن خلال المشاهدات لعدة سنوات مضت نرى السيناريو يتكرر بذات السوء إن لم يكن أسوأ في عملية الاستعداد لهذه المناسبات تبضعا وتسوقاً.
فإذا عملنا مسح للعينة المستهدفة (المتسوقون) وجدناهم في أعمار من 30 إلى 55 سنة وإذا ما حاولنا إيجاد معدل عمري عشوائي للمتسوق سيكون (45) سنة أي أنه له في هذه المعادلة 15 سنة يتعامل مع نظرية المحاولة التي دائما ما تفشل في اللحظة الأخيرة لأنه ينتظر للحظة الأخيرة.
15 سنة كافية جداً لانتشال دول من قاع الفقر والذهاب بها إلى مصاف الدول الغنية.  فكيف فشلت في تنظيم حياة المتسوق لاحتياجات المأكل والمشرب اليومية في فترة شهر واحد وكيف نجحت في فترة 11 شهر؟  لماذا لا تطبق استراتيجية الــ 11 شهرا على شهر وهي الأولى؟  وكيف فشلت خطة شراء الملابس والكماليات للعيدين وهي من ضرورات الستر والعفة في الـــ11 شهر الباقية من السنة؟
لا أعلم حقيقة ماهي فلسفة هذا الشعب في انتظار اللحظة الأخيرة لاسيما في موسمي حلول شهر رمضان والعيدين للتبضع وجعل هذه العادة طقوسا سنوية لا يحيدون عنها.  الأمر المؤلم ليس في ممارسة هذه الطقوس ولكن في التهافت المريع في منظر لا يقره عقل ولاعرف لا سيما إذا ما تساوت أكتاف الرجال مع النساء وكانت الاحتكاكات المولدة لشرارات الكهرباء عالية الفولت مما ينذر بحرائق تعجز كل فرق الإطفاء عن التعامل معها كون ألسنة النيران قد نشبت في مخازن سريعة الاشتعال مكتظة بكل عوامل الحرائق.
لا أرى مسوغا مقبولا لذلك الزحام وفي اللحظة الأخيرة على مستودعات الأغذية ومحلات الأواني وكأن بيوتنا خاوية تأن تشكو الفاقة من الغذاء والآنية.  إذا كان الأمر كذلك فكيف هو حالنا في بقية أشهر السنة؟
ثم ماهو سبب وجود المرأة أو النساء مع العائل الكريم لا سيما وهو من يقرأ قائمة الطلبات التي تم إعدادها دون مشورته وهي من تقوم بتناولها مع انحناءات الجسد الغض في إيماءات تحدد وتقيم الكمية التي لا بد من أخذها؟
أرى أن الفشل هو صفة ملازمة لمن يفترض فيه القوامة فهو من يحدد متى يتسوق ومتى لا يتسوق ويجب علينا أن نعي أن زحام اللحظة الأخيرة علاوة على محاذيره الشرعية من اختلاط وتماس لا إرادي فإنه مسوغا لذلك الجشع على رفع الأسعار ولن يحاجه أحد لأن الجميع في شغل فكهين.
إن هذه الظاهرة متكررة بشكل يندى له الجبين فيأيها الحبيب قليلا من التدبر وأسأل نفسك أليس الشوفان في أول شعبان هو نفس الشوفان في يوم 30 شعبان وهذا ينسحب على باقي المواد.
إذن ماهي الفائدة من تعريض العائلة عفة واحتراما واجلالا للانتهاك ولو البصري على أقل حد ولماذا ندفع بهذه الجوهرة المصونة دفعا لمواطن الشبه تجريدا إراديا لذلك الطهر.
قد أبدو غريبا في طرحي ولكنني أحاكي الواقع بعين المتدبر والمتوجس لما قد يكون,  أنا لا أملك أهلية الفتوى ولا أُحرم تسوق المرأة المحتاجة لذلك.  ولكن ضمن ضوابط الحشمة ومنها تجنب مواطن الزحام مكاناً وزماناً.
فشل الخطة مع تكرارها يعني أن المدخلات سواء من عينة أو فرضيات خاطئة مما يستوجب إعادة تقييم أطراف المعادلة والأهم النظر في حال من يقوم بالدراسة هل هو أهل لأن يقوم باختيار العينة ودراسة ظروفها للتوصل لنتائج ذات بعد إنساني تساهم في الخروج من شرنقة انتظار اللحظة الأخيرة لكي نفسح المجال لمن أُجبر على انتظار اللحظة الأخيرة ليكون في فسحة من فوضى زحام اللحظة الأخيرة.
أتمنى ذلك.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
مدير البوابة

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الصور

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل